mardi 1 mai 2018

الفرق بين أسامة بن لادن و رأفت الهجان (رفعت الجمال)


في عام 1954  وصل إلى مصر العميل اليهودي "ليفي إيفرايم " الشهير بإسم جون دارلينق متخفيا في شخصية ضابط إنجليزي للبدأ في ما عرف بعد ذلك بالعملية سوزانا.  شرع في تكوين عصابة من اليهود لإفساد علاقات مصر مع بريطانيا و كانت الوسيلة المعتمدة أنذاك الحرائق و الإغتيالات بعد بضع عمليات سقطت المجموعة التي ضمت "إيلي كوهين" الذي كان له بعد ذلك قصة طويلة في دمشق ...في هذه الأثناء تمكنت مصر من صناعة مايمكن تسميته بالمخابرات السرية على يد مؤسسه زكريا محي الدين ...أما اللواء المصري عيد المحسن فايق الذي نعرفه بإسم "محسن ممتاز " فقد أخذ  على عاتقه مهمة البحث عمن اصبح بعد ذلك أخطر جاسوس مصري ...إسمه الحقيقي ...رفعت الجمــــال ....نعرفه الأن بإسم  "رأفت الهجــــــان"..وصل رفعت الجمال إلى إسرائيل بحرا في عام 1955...و بدأ يفتش عن غطاء لنشاطه السري ..وقت ذاك وقد صار إسمه في المخابرات المصرية العميل 313 ..وقت ذاك وقد صار له جواز سفر إسرائيلي برقم 146742 بإسم جاك بيتون المولود في المنصورة مصر ...هذا الذي قال بعد نكسة 1967 لرجال المخابرات المصرية في شقة في قبرص كلمته المشهورة "دا أنا إسرائيل جبتها لحد عندوكو"...هذا الذي وضع بين يدي القيادة المصرية الموعد السري الذي حددته القيادة الإسرائيلة لشن حربها على العرب عام 67 دون أن يعلم أحد ...هذا الذي تسبب في إسقاط العميل اليهودي ليفي كوهين في دمشق و كان إسمه  هناك كامل أمين ثابت و كان بصدد الترشح لإنتخابات مجلس النواب السوري دون أن يعلم أحد ...هذا الذي حرق لإسرائيل كثيرا من أغلى جواسيسها دون أن يعلم أحد ....هذا الذي نقل إلى القيادة المصرية خرائط مفصلة لخط برليف دون أن يعلم أحد ...هذا الذي نقل لمصر حتى أسعار علب الشكلاطة في إسرائيل دون أن يعلم أحد ...هذا الذي وصل إلى مراكز القرار في الحكومة الإسرائيلية دون ان يعلم أحد ...هذا الذي أصبح صديقا حميما لشمعون برسكي الشهير بسم شمعون بيريز و غولدا مائيير دون أن يعلم أحد...هذا الذي نقل أسرار صفقات السلاح جميع صفقات السلاح  العسكرية الإسرائيلية من الثمن إلى التوقيت إلى نوعية الصفقة دون أن يعلم أحد...هذا الذي كذلك توفي دون أن يعلم أحد  عاش في شارع يوشع بن نون في تل أبيب بإسم مستعار و دين مستعار و لغة مستعارة وعاش بقلبين و عقلين و سبعة أرواح .
تمكن رفعت الجمال من اللعب بكل حرية في قلب إسرائيل حتى أنه زود المخابرات المصرية بموعد العدوان الثلاثي و كذلك أطنان من المعلومات حول خط برليف حتى أن الجنود المصريين عندما عبروا القناة و قبضوا على الأسرى كان لديهم قوائم تحمل أسمء الجنود و الضباط و صورهم حتى أن الأسرى الإسرائيلين ذهلوا من مدى صحة المعلومات.
أسامة محمد بن لادن كان ترتيبه بين إخوانه رقم 17 من بين 52 أخ و أخت ..و بعد وفاة والده كانت نصيبة من الوراثة 300 مليون لادولار ..فإلتحق بالمجاهدين في أفغانستان و أسس فيلق  سماه فيلق المأسدة لمؤازة طالبان في حربها مع الإتحاد السوفياتي ...في أواخر الثمانينات تصدت فئة قليلة من المؤمنين إلى فئة كثيرة من الملحدين فكانت أفغانستان تلك القشة التي قسمت ضهر الإتحاد السوفياتي ...إحتفل الأمريكيون بإستخباراتهم ....و إحتفل السعوديون بأموالهم ...و إحتفل الباكستانيون بجيرانهم لكنهم نسوا أن تلك الفئة القليلة كانت تحتفل وحدها بولادة تنظيم القاعدة ...أسس في عام 88 تنظيما سماه قاعدة الجهاد  بالإشتراك مع ايمن الضواهري و هو موجه للجهاد ضد اليهود و الصليبيين ...أجسادهم في القرن الحادي و العشرين لكن أرواحهم في صدر الإسلام ...تمكن بن لادن من القيام بعمليات كثيرة لعل  أبرزها تفجيرات الخبر عام 95 و تفجيرات نيروبي و دار السلام و إيقاع الكثير من الضحايا ...كذلك تمكن من إحداث أضرار جسيمة بالمدمرة يو أس اس كول و قتل في هذه العملية سبعة عشر  جندي أمريكي ...و كانت أضخم العمليات تلك التي يسميها تنظيم القاعدة بغزوة منهاتن رغم ما يشوبها من شكوك التي تقول بأن الإدارة الأمريكية كانت على علم بالعملية و تجاهل تقارير العملاء   و التي سقط فيها 2973  قتيل ..و التي تلتها تفجيرات لندن (50 قتيل) و تفجيرات مدريد (191 قتيل) و و تفجيرات الدار البيضاء و تفجيرات عمان التي سقط فيها المخرج الكبير مصطفى العقاد قتيلا ..
.كل هذه التفجيرات أعطت العذر لأمريكا و الناتو للتدخل عسكريا في أفغانستان حيث سقط في الحرب أكثر من 600 ألف قتيل ..و التي تلت الغزو الأمريكي حرب أهلية لازالت تحصد الأرواح ...وأعطت لأمريكا العذر للتدخل في العراق من خلال إفتعال علاقة بين بن لادن و صدام حسين    و التي سقط فيها أكثر من مليون و نصف قتيل و 300 ألف طفل ...و إضافة إلى ما خلفته من دمار هائل و أمراض و أوبئة بسبب قنابل اليورانيوم  و سرطانات على إختلاف انواعها خلفت حرب اهلية رعناء يسقط فيها كل يوم ما يزيد  عن 50 قتيلا بين السنة و الشيعة ...هذه التفجيرات كذلك اعطت العذر لإستباحة سماء باكستان و سماء اليمن السعيد الذي أصبح تعيسا  و سماء الصومال عن طريق الطائرات بدون طيار و قتل ما يمكن قتله ممن يشتبه بهم ...تنظيم القاعدة لم يحقق نجاحات على أرض الواقع إلا في أذهان موسيسه
في مقارنتنا بين اسامة بن لادن و رفعت الجمال نحن لا نقارن بين شخصين و لكن نقارن بين تيارين للمقاومة تيار يؤمن بفارق القوى و الواقع المفروض ويؤمن بتفوق العدو العسكري و الإقتصادي و العلمي و يؤمن بأن كل مواجهة مباشرة ستكون خاسرة و يدرك تمام الإدراك قيمة العملاء و المعلومات الإستخبارية و أن  الحرب إنتقلت من حرب قعقعة السيوف إلى حرب المدافع إلى حرب المعلومات و يؤمن بان الحرب في نهاية المطاف خدعة.وتيار أخر له إيديولوجيا دينية لا يؤمن بقوة العدو الواقعية بحكم خلفيته الدينية ..يقوم على إستراتجية الإستدراج ..لا يحمل رؤية واضحة أو إستراتجية متكاملة و يرتكز على عقيدة الإستشهاد  و يصنع لنفسه أهدافا يتعلل بها العدو ليستضيف نفسه كل مرة في دولة .

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire